كيف يمكن للقطاع الخاص المساهمة في حل أزمة نقص المعلمين؟
ما مدى مشاركة القطاع الخاص في تدريب المعلمين؟ الجواب المختصر: ليس كثيرا. تواجه المدارس الحكومية عجزا حادا في أعداد المدرسين، قدره وزير التعليم طارق شوقي في وقت سابق من العام الماضي بـ 250 ألف مدرس. وتخطط الحكومة لحل الأزمة عبر تعيين 30 ألف مدرس جديد سنويا على مدى الخمس سنوات المقبلة، إلا أن البعض يرى أن ذلك ليس كافيا.
التدريب هو أحد أسباب أن سد العجز ليس سهلا: يواجه تأهيل المعلمين في مصر عدة تحديات منها انخفاض الرواتب وافتقار المتقدمين إلى المؤهلات اللازمة. يعد تدريب المعلمين تحديا بشكل خاص، نظرا لأن نظام التعليم غالبا ما يقدر الشهادة الأكاديمية على المهارات العملية، والتي من شأنها أن تساعد المعلمين على تطوير قدرات التدريس لديهم. ويقول هيثم صبري الرئيس التنفيذي لشركة السويدي كابيتال لإنترابرايز: “نحن بالتأكيد بحاجة إلى المزيد من المعلمين، لكن لا يمكننا القيام بذلك دون التدريب المناسب”. ويضيف: “النقطة الأساسية هي تعليم المعلمين كيف ينقلون المعرفة إلى الطلاب”.
ولكن القطاع الخاص في أغلبه لا يرى سوقا لتدريب المعلمين كخدمة قائمة بذاتها: يساهم القطاع الخاص بنحو 10% من إجمالي قطاع التعليم في مصر، ومعظم مشغلي المدارس الخاصة في مصر لديهم بالفعل آلية تدريب المعلمين الخاصة بهم للمدرسين الذين يوظفونهم، حسبما قال محمد القلا الرئيس التنفيذي لشركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية (سيرا) لإنتربرايز. وأضاف القلا: “تاريخيا، بخلاف العمل مع جهات مانحة، لم تقدم وزارة التربية والتعليم فرصا حقيقية للقطاع الخاص للمشاركة في تدريب معلمين للمدارس الحكومية بغرض توظيفهم لاحقا”.
شركة سيرا نموذجا: إضافة إلى إنشاء برامج تدريب داخلية للمعلمين الذين يعملون بالفعل داخل المدارس التي تديرها سيرا، تقدم شركة إديو سيستمز إنترناشونال التابعة لسيرا تدريبا كل عام لما لا يقل عن بضع مئات من المعلمين المبتدئين أو الخريجين الجديد أو الأشخاص الذين يسعون إلى تغيير مسارهم الوظيفي، حسبما يقول القلا، موضحا أن هذه البرامج مجانية للمشاركين، وعادة ما تستمر لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وتغطي المفاهيم الأساسية مثل أساليب التدريس وكيفية إدارة الفصل الدراسي. ويعمل معظم المشاركين في برامج التدريب لاحقا كمساعدي تدريس في مدارس سيرا، “هذه هي الطريقة التي نبني بها سلسلة التوريد لدينا”، حسبما يقول القلا. ويعمل بعض المشاركين في برامج التدريب في مؤسسات تعليمية أخرى، ولكن نظرا إلى الحجم الكبير للمدارس التي تديرها سيرا، فإنها تستوعب معظهمم، وفقا للقلا. وأشار القلا إلى أن شركته ليس لديها ما يدفعها إلى تقديم خدمات تدريب للمعلمين كخدمة مستقلة، بما يتجاوز احتياجات الشركة.
“لا يوجد العديد من مقدمي خدمات تدريب المعلمين في السوق”، وفقا لسلمى البكري، المديرة الإدارية لشركة بالانسيد إديوكيشن، والتي تقدم العديد من برامج تدريب المتخصصة والشهادات المعتمدة دوليا للمعلمين.
دربت بالانسيد أكثر من 17 ألف معلم من 1024 مدرسة حكومية منذ عام 2014، بشكل رئيسي من خلال مؤسسة “التعليم أولا” وفقا للبكري. يخضع المشاركون في البرنامج لـ 18 ساعة من التدريب، موزعة على ثلاثة أيام، حسبما قال محمود حمزة المدير التنفيذي لبالانسيد لإنتربرايز. ويركز البرنامج على التعلم النشط، والتعليم المتمايز، وإدارة الفصول، وإتقان اللغة الإنجليزية. ووفقا للبكري وحمزة، تستهدف بالانسيد على المدى الطويل أن يكون البرنامج مستداما، بحيث يصبح برنامجا لتدريب المدربين.
ومن المقرر أن يستمر نطاق هذا التدريب في التوسع: يقول حمزة إن الخطة هذا العام هي أن يكون لدينا برنامج تطوير مهني لمعلمي رياض الأطفال والسنوات الدراسية الأولى.