
الفيدرالي الأمريكي يعلن رفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس أخرى أمس، وذلك للاجتماع الثاني على التوالي، سعيا لكبح جماح التضخم بالولايات المتحدة. وأصبح متوسط سعر الفائدة بالولايات المتحدة حاليا 2.25-2.50%، وهو أعلى مستوى له منذ 2019.
ماذا بعد؟ مع توقعات الأسواق بالفعل قبل الاجتماع بأن الفيدرالي سيرفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، فإن السؤال الموجه لرئيس المجلس جيروم باول بعد الاجتماع كان حول تحركات السياسة النقدية المستقبلية. كان باول حذرا في حديثه للمراسلين، لكنه قال إن ارتفاعا آخر كبيرا “قد يكون مناسبا” لكن ذلك سيعتمد على البيانات.
ما هو مؤكد هو أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لم ينته بعد من دورة التشديد النقدي: أوضح باول أن الفيدرالي سيحتاج أن يرى “دليلا مقنعا” على أن التضخم يتراجع قبل أن يبدأ في عكس مساره، على الرغم من أن وتيرة التشديد ستعتمد على بيانات التضخم والتوقعات للاقتصاد الأمريكي، والذي يتوقع كثيرون (ليس من بينهم الفيدرالي)، أن يدخل في حالة ركود في الأشهر المقبلة.
وكررت الأسواق نمط يوم اجتماعات الفيدرالي: الارتفاع بعد الاجتماع ثم التراجع في اليوم التالي. حظى مؤشر ناسداك بأكبر مكاسبه في يوم واحد منذ عام 2020 أمس، إذ ارتفع بنسبة 4.1%، فيما صعد مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 2.6%، ليغلق فوق مستوى 4000 نقطة للمرة الأولى منذ أوائل يونيو. وبدأ واقع أسعار الفائدة المرتفع في الظهور هذا الصباح، إذ تشير تعاملات الأسواق المستقبلية إلى خسائر متوقعة في بورصات الولايات المتحدة وأوروبا اليوم. وفي الوقت نفسه، تتداول الأسواق الآسيوية في المنطقة الخضراء.